الجيش الإسرائيلي يجبر الشيخ توفيق الولي على اقتلاع الأغراس بيديه - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

الجيش الإسرائيلي يجبر الشيخ توفيق الولي على اقتلاع الأغراس بيديه
مسعدة\الجولان - «جولاني» - 22\03\2011
لم يشفع للشيخ توفيق الولي من مسعدة تقدمه في السن ولا فقدانه لإحدى ساقيه، فقد أجبره الجيش الإسرائيلي على اقتلاع الأغراس التي زرعها في أرضه في سحيتا بيديه.. فلم تكتفي هذه السلطات بطرد أهالي سحيتا من بيوتهم وترحيلهم إلى قرية مسعدة المجاورة في العام 1970، فإنها تريد أيضاً تجريدهم من أرضهم. إنها قصة جديدة في سيرة صراع أهل الجولان للحفاظ على أرضهم في وجه الأطماع الإسرائيلية التي ليس لها حدود.


الشيخ توفيق الولي يقف وسط أرضه بعد أن اقتلعت أغراسها

ويروي الشيخ توفيق الولي أنه ورث أرضه هذه من أهله وأجداده وزرعها في العام 1980 بأشجار التفاح، وبقي الأمر على هذه الحال إلى هذا العام، حيث أصبح مردود الأرض من التفاح قليلا ولا يعيد تكاليف أتعابه، فقرر هو وأبناؤه قلع أشجار التفاح ذات الثلاثين عاماً، وزرع أغراس الكرز في مكانها، علّ ذلك يحسن مردودها، في وقت ضاقت فيه سبل الحياة أمام العائلة.


الشيخ توفيق الولي: رغم الأوضاع الصعبة قمنا باستصلاح الأرض

ويضيف الشيخ، أنه رغم الأوضاع الصعبة قام باستصلاح الأرض من جديد وتجهيزها ثم غرسها بأغراس الكرز، وكان هو وأولاده مسرورين لذلك، "فإنك عندما تزرع أرضك وكأنك ترزق بمولود جديد". لكنه فوجئ باستدعائه من قبل الشرطة الإسرائيلية للتحقيق معه "بجريمة زرع أرضه بأغراس الكرز"، فأخِذ منه اعتراف بأنه الفاعل، وتم تصويره كما يُفعل عادة مع المجرمين، ووقع على محضر التحقيق، بعد أن طلب منه اقتلاع الأغراس من أرضه بالتي هي أحسن، وإلا أتى الجيش الإسرائيلي بآلياته ليسوي الأرض، وأنه سيكون عليه، أي على الشيخ المسكين، دفع تكاليف هذه العملية التي من المرجح أنها ستساوي آلاف الشواقل.
بعد التشاور مع أبنائه قرر الشيخ المغلوب على أمره اقتلاع الأغراس بنفسه، فهو بشق النفس تمكن من تأمين تكاليف زراعتها، فمن أين له أن يدفع بعد ذلك تكاليف اقتلاعها...

"أن زراعة الأرض ستعطل حركة الدبابات الإسرائيلية في المكان في حال نشوب حرب مع سوريا"، هذا ما قالته سلطات الاحتلال للشيخ توفيق، فهي لا تنكر أن الأرض ملك له، وتعترف بذلك، لكنها محرمة عليه لأسباب تتعلق بأمن دولة الاحتلال.. والغريب في الأمر أن الأرض عندما كانت مزروعة على مدى ثلاثين عاماً لم تكن تعطل، وباقي الأرض الذي لا زال مزروعاً أيضاً لا يعطل على أمن الدولة، ولا أحد يجيبه لماذا فقط الأغراس الجديدة تعطل!!!


باسل الولي: إنهم يريدون الاستيلاء على الأرض

يقول باسل، وهو ابن الشيخ توفيق، أنهم ببساطة لا يريدوننا أن نزرع هذه الأرض، فبعد أن تـُترك لعدة سنوات سيضعون يدهم عليها ويقولون أنها أموال متروكة.. إنها طريقتهم في الاستيلاء على الأراضي.. يأتونك أولاً بحجج أمنية، وأنت تعرف أنه عندما يتعلق الأمر بأمن هذه الدولة فلا تعود هناك قوانين ولا حقوق، وبعد ذلك يقولون أن هذه الأرض ليس لها أصحاب، وهذا تمهيد لكي يضعوا يدهم عليها لاحقاً، ويقولون لك إذا كانت لك كل هذه السنين فلماذا لم تزعها.. في الوقت الذي كانوا هم يمنعونك من زراعتها.
هذه الأرض يملكها أهلي منذ مئات السنين، وكان أجدادي يزرعونها بالقمح والعدس ويعتاشون من محصولها، ثم قام أبي بزراعتها بأشجار التفاح، ونحن اليوم نريد زراعتها بأشجار الكرز.. نحن في وضع لا نحسد عليه، ولا ندري ماذا نفعل...


القسم الذي لا يزال مزروعاً.. وفي الأفق جبل الشيخ...

إن قصة الشيخ توفيق الولي من مسعدة هي واحدة من عشرات القصص، فأهالي الجولان مصرون على المحافظة على أرضهم عن طريق زراعتها والاهتمام بها، وسلطات الاحتلال لا تخفي أطماعها في سلبها منهم. إنه صراع على الأرض مستمر منذ اليوم الأول للاحتلال الذي بدأ في العام 1967، نجح فيه الجولانيون حتى الآن بالحفاظ عليها بفضل تكاتفهم ووقوفهم يدا واحدة في وجه الاحتلال، وكلما اقتلعت الأغراس من أرض أعادوا زرعها من جديد في عرس وطني وبنفس الحماس..


شجرة كرز.. هي كل ما تبقى...


هنا كانت مئات الأغراس تعتقد أنها ستصبح أشجاراً...

 وهنا أيضاً...